مواضع حذف المبتدأ وجوباً
ا- نعم خُلُقُ المؤمن الصدق - بئس الخُلُق خُلفُ الوَعد.
2- قرأت سيرةَ حاتم الكريمُ- عجبت من مُسيلمةَ الكذوبُ- مررت باللاجئ المسكينَ.
3- {قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل و الله المستعان على ما تصفون} {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد. متاع قليل}
4- في ذمتي لأحاربَنَ الجهل-
في عنُقِي لأسْدِيَنَ يَداً لكلِّ ذي حَاجة يُرَجيها.
الإيضاح:
الأصل في الكلام أن تذكر كل كلمة يتوقف فهم المعنى عليها، ولا توجد قرينة تدل عليها في الكلام، وتنطبق هذه القاعدة على المبتدأ والخبر، فلا يجوز أن يحذف واحد منهما في الكلام إلا إذا دل عليه دليل، كأن يسأل إنسان فيقول: "مَن في الدار" فيقول في، إجابته: "أخوك في الدار" كما يجوز أن تحذف الخبر فتقول:" أخوك" فحسب، لدلالة السؤال على هذا الخبر، ومثل ذلك حين تجيب سائلاً يسأل فيقول: " أين كتابك؟ فتجيبه قائلا:" كتابي في الحقيبة" كما يجوز أن تحذف المبتدأ فتقول في إجابتك: " في الحقيبة " وذلك كثير في الأسلوب العربي ، كقول القرآن الكريم مثلا: " وما أدراك ما هيه؟ نار حامية " فقد حذف المبتدأ لدلالة السؤال عليه، واصل الجملة: "هي نار حامية".
ذلك هو الحذف الجائز في الكلام، غير أن هناك مواضع التزم فيها العرب أن يحذفوا المبتدأ ولا يظهروه في الكلام على وجه الإطلاق، كما في الأمثلة السابقة، فإذ تأملنا المجموعة الأولى منها، وجدنا كلمة: " الصدق" هي المخصوص بالمدح، وكلمة. "خلف " هي المخصوص بالذم، وقد تأخرت كل واحدة منهما عن "نعم"، أو "بئس" وقد عرفنا في دروس "نعم وبئس" من قبل أن المخصوص بالمدح أو الذم يعرب في هذه الحالة مبتدأ مؤخراً والجملة قبله خبر له، أو يعرب خبراً لمبتدأ محذوف وجوباً، تقديره في أمثلتنا: "هو الصدق" و" هو خلف الوعد ".
وفي أمثلة المجموعة الثانية، نجد كلمات:" الكريم" و "الكذوب" و، "المسكين" كانت في الأصل نعوتاً لما قبلها، غير أنها قطعت عن منعوتاتها، وصارت في أخبار لمبتدآت محذوفة وجوباً ولا يقطع النعت عن منعوته إلا إذا أريد مع الإخبار إظهار المدح، كما في المثال الأول، أو الذم كما في المثال الثاني، أو الترحم كما في المثال الثالث، وبهذا القطع وتغير الإعراب من حركة النعت إلى حركة الخبر، أفادت الجملة مؤدى جملتين معاً: الإخبار وشعور الإعجاب أو النفرة أو الترحم. وهذا من أساليب العربية في الإيجاز.
والمجموعة الثالثة تحتوى أمثلتها على مصادر نابت عن فعلها في أداء المعنى، هي: "صبر" و "متاع" وقد نطقت العرب بأمثالهما في هذه الحالة عل أنهما خبر لمبتدأ محذوف وجوباً، تقديره في الآية الأولى:" فصبري صبر جميل"، وتقديره في الآية
الثانية: "متاعهم متاع قليل ".
وفي أمثلة المجموعة الثالثة، نجد: " في ذمتي " و "في عنقي " عبارة عن ألفاظ تشعر بالقسم والحلف، بدليل وجود اللام في جوابها، وهي أخبار لمبتدأ محذوف وجوباً، لم يتلفظ به العرب إطلاقاً، وتقدير الكلام هنا: " في ذمتي يمين أو قسم أو عهد أو ميثاق " وما أشبه ذلك.
القاعدة:
يجب حذف المبتدأ في المواضع آلاتية:
1- إذا كان الخبر مخصوصاً لنعم أو بئس مؤخراً عنهما.
2- إذا كان الخبر نعتاً مقطوعاً لإفادة المدح أو الذم أو الترحم.
3- إذا كان الخبر مصدراً نائباً عن فعله.
4- إذا كان الخبر مما يشعر بالقسم، مثل: في عنقي، وفي ذمتي
الرابط المنقول منه هو:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]