يأجوج ومأجوج اسمان لشعبين آسيويين ويعتقد أن الشعبين كانا يستوطنان وسط وشمال آسيا (سيبريا) وما حولها وقد تبدو كلمة مغول قريبة لفظياً من الصيغة القرآنية مأجوج ،التي قد تكون متعلّقة بالماء (موج) حيث ذكروا في قصة ذي القرنين الذي بنى ردماً دونهم وبلغ الشرق الأقصى وعين ذي القرنين الحمئة في الغرب الأقصى.
قال الباحث أحمد آل الشيخ "لقد ذُكِرَ شعب يأجوج ومأجوج في القرآن المجيد وفي بعض الأحاديث الصحيحة والضعيفة وكذلك فيما يسمى بالكتاب المقدس وخاصة في سِفر التكوين وسِفر حزقيال وسِفر الوحي (رؤيا يوحنا)". إنتهى كلام الباحث. وبقية من كلامه مكتوبة في فقرة [ تفسير الآيات ومكان بقايا الردم ] تحت.
و في مختصر تفسير الطبري [1] ذكر أن قوم يأجوج ومأجوج هم قبيلتين من ذرية يافث بن نوح -عليه السلام-. إن انسب مكان جغرافيا لوجودهم فيه الآن في عقده بامير وهذه تقع إلى الشرق من عقدة أرمينيا وتشكل مناطق الحدود بين أفغانستان وطاجاكستان وباكستان والتبت (الصين) وتعرف هذه الجبال باسم سقف العالم وذلك لعلوها الشاهق، وتغطي قممها الثلوج طوال أيام السنة، وهذه العقده تعد مركز المثلث الجبلي في قارة آسيا ويمتد منها سلاسل جبلية (من وسط القارة إلى أطرافها) مثل جبال الهملايا نحو الجنوب الشرقي وجبال كنلن نحو الشرق وجبال تيان شان نحو الشمال الشرقي ونحو الشمال جبال هندكوش والبرز وبنطس وفي الجنوب جبال سليمان وزاجروش وكردستان، ويعد هذا انسب مكان لوجودهم فيه بناء على انه يحتوي على العديد من الممرات والخندق والكهوف السرية التي لا نراها بالأقمار الصناعية ويصعب الوصول لها بأي وسيله مواصلات أو حتى على الأقدام وتعد هذه الممرات بمثابت متاها يصعب الخروج منها إذا قمت بدخولها، وأيضا يعد انسب مكان لهم لقول الله تعالى عن خط سير ذو القرنين في سورة الكهف : (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (93)) وهذا يعني وهو راجع من شرق الأرض وجد هذا القوم المتضرر في طريقه، وإذا وبحثنا في الأقوام القديمه فسنجد أنهم تمركز بالقرب من الأنهار والمناطق الذي توافر فيها الغذاء النباتي في مصر والصين والعراق والهند وباكستان ،وهذا يعني أن هذا القوم المتضرر هم أجداد بلاد السند والهند أو اجداد بلاد فارس والله اعلم. وأيضا سنجد ان هذه المنطقة هي الأنسب لان الجبال تشكل سلسله جبليه متداخلة وتلاحمة ونجد في الآية (93) من القآن - السابق ذكرها - كلمت (السدين) وتعني ان الجبال متلاحمه في شطرين منفصلين بممر يجب سده على يأجوج ومأجوج.
وبالقاموس (مُجاجُ المُزْنِ: المَطَرُ) لعله نسبة لسكنهم الشمال والشرق عند الثلوج والجليد بسيبيريه ومنشوريه وشمال غرب الصين