في الآونة الأخيرة انتشرت العداوة و البغضاء بين الناس انتشار اللهيب في القش,تحصد نقاء أرواحهم و سريرتهم,فتخلق نوعا من الشتات الاجتماعي,كل هذا عائد الى الكراهية التي غدت دستورا يحكم علاقاتنا و يتغلغل شيئا فشيئا في جذور أمتنا التي أصبحت لقمة سائغة لهذه المجرمة تتلاعب بها كيف شاءت و تهد كيانها,تنقص قيمتها في سلم الأخلاقيات فتعزز تهميشها و بقاءها ضمن الدول المتخلفة ,تتجسد في العنف الذي نمارسه يوميا من ضرب و شتم و حقد و غل بل و تحطيم لأحلام و همم عالية ما كادت تناطح السحاب حتى وجدته ملوثا بها فانهارت خائبة يائسة ,لم تعد تجد في هذا الجو العكر مجالا لتنمو و تنمو معها آمال وطننا,و هاهي الحروب تأتي على الأخضر و اليابس منا,تقتل هذا و تنكل بجثة ذاك,لقد غدونا أجساما تتمرس قمة معاني الكراهية و لا أجد في ذلك أحسن من العبارة القائلة:
*لا تقل انك تكره أحدا ان كنت غير قادر على قتله,ببساطة انك تعهر الكلمة*
و هاقد أصبح القتل فعلا و رد فعل عاديين ,طبيعيين في مجتمعاتنا,أليس هذا بالمثال الحي و التقييم النموذجي لاحترافنا الكراهية بحذافيرها و تفاصيلها الصغيرة و الكبيرة,تلك التي مذ بزغ الاسلام و هو يحاول جاهدا القضاء على كل ما قد ينتهي اليها او يؤتى بها,هاهي تعود اليوم بقوة أكبر بعد أن تراجع الوازع الديني تراجعا فاضحا,فطغت على تصرفاتنا,عاداتنا,علاقاتنا,ها نحن أمة و أفرادا ننهار أمام سمها العضال و نحذف الحب و السلم من قواميسنا,فتجتاحنا الكراهية لتصبح غاية و وسيلة نوظفها في كل شيء,نسعى لتحقيق الحب بالكراهية و الاكراه,نجسد السلم بالكراهية و الاكراه تماما كما حدث أمس في العراق حين ادعت أمريكا أنها تريد تصفية صدام و تحضير الشعب العراقي و رفعه من الهمجية الى التحضر,ذلك الشعب الذي كان مرتع الثقافة و الحصانة العلمية,ثقفته بقتل أطفاله,تشريد نسائه و شيوخه,و مايحدث اليوم بين شيعة و سنيين,بين اخوة في الدم و الدين و الملة,,,,,و الامثلة كثيرة ,ببساطة,الكراهية اليوم عناويننا نبني بها قبورنا و نزين بسوادها شواهدنا.