ولما توغلت قليلا, توقفت لحظة أتحسس إلى صوت جاء من بعيد, فأثارني الفضول ورحت أسير بخطى سريعة إلى مصدر الصوت, فكان يرتفع صخبه كلما تقدمت خطوة نحوه. وكانت الأشجار تشكل رداءا مانعا لرؤيته مما جعلني أتحمس أكثر للوصول إلى عين المكان, ولما انقشعت الأشجار من حول عيني بدا لي هذا العملاق المتدفق من أعلى الجبل. لقد خالجني شعور غريب عندها, كان مزيجا من الدهشة والرهبة, فكانت قطيرات الماء التي تنبعث منه , تبعث في حياة جديدة في كل قطيرة , وكان ضوء الشمس ينعكس عليها مشكلا قوس قزح بديع الألوان, كما أن الضباب الكثيف المتشكل , جعلني أرهق عيني النظر في كل مكان, فإذا بي أرى المياه تجري فوق الحجر اللماع فتنساب فوقه بسرعة, كانت هناك مجموعة من الأسماك من شتى الألوان في ذلك المكان. لقد لفت انتباهي قطيع من الأغنام يرتوي من المياه العذبة وملؤه سرور غامر وحمد وشكر عامر. جمال هذا المكان الساحر وسكينته, أخذني في التفكير والتأمل إلى أقصى الحدود فكنت أبصر في كل النواحي لعلي أكتشف ما هو جديد.