البحر الأبيض المتوسط أو البحر المتوسط هو بحر متصل بالمحيط الأطلسي وتحيط به منطقة البحر الأبيض المتوسط وهو شبه محاط تماماً بالبر: من الشمال الأناضول وأوروبا ومن الجنوب شمال أفريقيا ومن الشرق بلاد الشام. البحر من الناحية الفنية جزء من المحيط الأطلسي على الرغم من أنه يوصف عادة باعتباره كياناً مستقلاً تماماً.
يغطي البحر الأبيض المتوسط مساحة تقارب 2.5 مليون كيلومتر مربع (965,000 ميل مربع)، ولكن نقطة ارتباطه بالأطلسي (مضيق جبل طارق) هي فقط بعرض 14 كم (8.7 ميل). في علم المحيطات، يطلق عليه أحيانا البحر المتوسط الأوروأفريقي أو البحر المتوسط الأوروبي لتمييزه عن البحار المتوسطة في أماكن أخرى من العالم.
يبلغ وسطي عمق البحر الأبيض المتوسط 1,500 متر (4,900 قدم) حيث أعمق نقطة مسجلة هي 5,267 متر (17,280 قدم) في أعماق كاليبسو في البحر الايوني.
كان البحر المتوسط عبر التاريخ طريقاً هاماً للتجار والمسافرين من العصور القديمة مما سمح بالتجارة والتبادل الثقافي بين الشعوب الناشئة في المنطقة أي في بلاد ما بين النهرين ومصر والفينيقيين وقرطاجنة والأيبيريين والإغريق والإيليريين وتراقيا والليفانتين ومن بلاد الغال والرومان والعرب والبربر واليهود والسلافيين والثقافات التركية. تاريخ منطقة البحر الأبيض المتوسط أمر بالغ الأهمية لفهم نشأة وتطور العديد من المجتمعات الحديثة. "بالنسبة لثلاثة أرباع الكرة الأرضية، يمثل البحر المتوسط العنصر الموحد لمركز تاريخ العالم."
التسميةعرف البحر المتوسط بعدة أسماء خلال التاريخ فعلى سبيل المثال كان الرومان يسمونه "مارِه نوسترُم" أي "بحرنا" بحر الروم. في اللغات الأوروبية يسمى البحر ب"المتوسط" لأنه موجود بين ثلاث قارات. الكتاب المقدس يسميه البحر الكبير أما بالعبرية الحديثة فيسمى هَيَم هَتِيكُون أي "البحر الأوسط". ويطلق عليه الأتراك "أكدينز" التي تعني البحر الأبيض وذلك لكثرة زبد أمواجه. كان اسمه لدى العرب قديما البحر الشامي أو البحر الرومي، في حين كان يسمّى الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط بحر المغرب. وسمى بهذا الاسم حيث ذكر في اللغة اللاتينية باسم "ميديتيرانيوس" Mediterraneus والتي تعني "في وسط الكرة الأرضية".
التاريخكان لتاريخ البحر المتوسط تأثير عظيم على تاريخ الشعوب المطلة عليه. فهو سهل التجارة بين هذه الشعوب، وكان السبيل نحو بناء المستعمارات، وشاهدا على الكثير من الحروب. كما كان من أساسيات الحياة لما قدمه من طعام عن طريق صيد الاسماك على غابر الأزمان.
جغرافيته وطقسهيتصل البحر المتوسط بالمحيط الأطلسي من جهته الغربية عن طريق مضيق جبل طارق. ومن جهة الشرق يتصل ببحر مرمرة عن طريق مضيق الدردنيل و بالبحر الأسود عن طريق مضيق البوسفور. ويعتبر بحر مرمرة امتداداً وجزءً من البحر الأبيض المتوسط. ويتصل بالبحر الأحمر في الجنوب عن طريق قناة السويس.
من أهم جزره من الجهة الشرقية: قبرص، كريت، رودوس، لسبوس، شيوس، كليفونيا، كورفو. وفي وسطه فجزر: سردينيا، كورسيكا، صقلية و مالطا و جربة. أما في الناحية الغربية فجزر ايبيزا، مايوركا و مينوركا.
طقسه متوسطي حار ورطب صيفا وممطر شتاءً. من أهم مزروعات المناطق المحيطة به الزيتون، العنب، الليمون، الدراق والفلين.
خصائصه العلميةان المد والجزر في البحر المتوسط محدودة وذلك بسبب احاطته بالأرض من معظم النواحي. من مزاياه ان لونه أزرق داكن لازواردي.
نسبة تبخر مياه البحر المتوسط أعلى من نسبة الأمطار التي تهطل عليه ومن تغذيته بالمياه من ناحية الأنهار. وهذا يؤثر على حركة تيارات المياه بشكل كبير. نسبة التبخر أعلى في الناحية الشرقية من البحر عنها من الناحية الغربية مما يزيد نسبة الملوحة في الجهة الشرقية. ومما يدفع المياه الباردة وقليلة الملوحة من الأطلس باتجاه الشرق عن طريق جبل طارق. وبتحركها للشرق تصبح اسخن وذات ملوحة أعلى فتغوص للأعماق ناحية المشرق لتعود مرة ثانية إلى ناحية الغرب باتجاه الأطلسي.
الدول المطلة عليهأفريقيا (من الشرق إلى الغرب): مصر، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب.
آسيا(من الشمال إلى الجنوب): تركيا، سوريا، لبنان، إسرائيل، فلسطين.
أوروبا(من الشرق إلى الغرب): اليونان، ألبانيا، الجبل الأسود، البوسنة والهرسك، كرواتيا، سلوفينيا، إيطاليا، موناكو، فرنسا، إسبانيا، جبل طارق
وفيه الدول التالية كجُزر:
قبرص
مالطا
التلوثيعد البحر المتوسط أكثر بحار العالم تلوثا ويتلقى وحده حوالي نصف ما تتلقيه بقية المسطحات المائية من ملوثات صناعية وذلك لكثرة المدن الصناعية على ساحله مثل الإسكندرية وحيفا وبنغازى وبرشلونة واثينا ومرسيليا كما أنه يتصل ببقية مسطحات العالم عن طريق مضيق جبل طارق الذي يمتاز بضيقه فلا تتجدد مياهه الا كل 80 عام.
يخسر البحر المتوسط مياههُ حالياً بمعدل الثلث، مقابل ثلثان تأتي من المضيق ومن قناة السويس ومن الأنهار التي تصب في البحر مثل نهر النيل. وتزيد نسبة الجفاف بسبب انحسار المنطقة الفاصلة بين القارتين في مضيق جبل طارق. أغلب المياه تأتي لهذا البحر عن طريق المضيق. الجدير بالذكر، أن البحر قد نضبت (جفت) مياهه في فترة من الفترات، وقد إلتصقت القارة الإفريقية بالقارة الأوروبية من جهة المضيق ولم يعد مايزود البحر بالمياه، وأصبحت منطقة البحر المتوسط عبارة عن صحراء ممتدة بين القارتين، ودليل هذه النظرية أنه قد تم وجود عظام لجمال وفيلة في قاع البحر بالقرب من جزيرة صقلية الإيطالية.