أمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاه
’’أمـــــــــاه أناديك بلساني،والآن لم يعد لـــــي إلا الحبــــــــر والورق ،لأنك ترفعــــــت عــن دارنــا و سئــمــت جوارنــا و آثرت جــوار الـــلـه’’
أمـــــــــــــاه،لقــد كنــت لــي حــصــنـا يــأويــنـي و قــلــبــــا يــهوانـــــــي و مـــلاكـــــا يـحمينــــي،وكــــان الأرق رفــيـــــقـــــك الوفـــــــــي فــــــــــــلا يــغــمــــض لــك جــفــن حــتــى تــغــمــض جــفــنـاي،ولا
يـــهنــى لــك بـــال حتــــى أكــــون في مـــهــدي بــيــن طــيـــــات فــراشـــي الـــوثــيــر الـــذي أعــددتـــه يــداك،وغــمــره دفء حــنــانــك و حـبـك،وكــان انـحـنــــاؤك عـلـــي و أنـت تــقــبـلينــي يــجعـلني أطفـو
بـيــن الســحــــب.
وان نـمــت فـــذاك القلــب لا يـغادرنــي وان اشـتـغـلت فـروحـك تــرافـقـنــي و تــرعى أحلامـــي،وحيــن أفتــح عينـــي أجــد عينــاك المـتـلالـئـتـيـن تـسـتـقـبـلنــي وحيــنها تحملـــينني بكل رقـــة وحنـــان أحس
أننــي أطيـــر إليـــك،وعنــدما تعانقيــننــي أحـس بــالدفء و الإطمئنــــــــــان
لن أنسى أول خطاي و أنت تشدين يدي بكل عطف وحنان ورقة فأمشي معك والإبتسامة تغمرني ، ثم تحملينني وتبادلينني الإبتسامة .
لن أنسى أول كلماتي الرقيقة التي انطلقت من شفتي وأنت تصفقين لي و تقولين بكل حنان : " أحسنت عزيزي ! " .
أمــــــــــاه ،تمر الأيام و أنت ما زلت تحنين علي وتبذلين كل طاقتك جاهدة من أجلي
لقد كنت لي البدر الذي ينير دربي ، و الشمس التي ترعاني ، و بحر العاطفة الذي يحميني ، و الدواء الذي يشفيني .
فلن أنسى أنك كنت المعلم و المربي ، والطبيب و المداوي .
فعاهدت نفسي أن الليالي التي سهرتيها لم تذهب هباءا ، وأن الجهد الذي بذلتيه لم يذهب سدى
فعملت جاهدا من أجلك كما عملت جاهدة من أجلي ، وسهرت على حمايتك كما سهرت على حمايتي ، ودافعت عنك كما دافعت علي .
ولكنني فهمت حينها أنني لن أستطيع ومهما حاولت أن أرد لك جميلك ، في تلك الحين كنت تبتسمين وتقولين شكرا ، وحين سمعتك تلاشت الإبتسامة ، وحينها أحسست أن جزءا عظيما من صدري قد اقتلع ولم أستطع حتى
أن أقول لك " شكرا أماه " لقد دمت لي وردة عطرة وشمسا حنونا وحبا لامثيل له .